لا شك أنّ الرّقمنة قد أحدثت تحوّلات كبيرة في مجال التعليم، خصوصًا في التعليم العالي. تتعلق هذه التغيرات بمختلف الجوانب، مثل الاتصال، والوصول إلى المعلومات، وأساليب التدريس. ومع ذلك، فإنّ قدرة الطلاب، والمعلمين، والمؤسسات على التكيف مع هذه التغيرات تعد أمرًا حاسمًا لضمان انتقال فعال إلى بيئة تعلم رقمية.

إنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر تدرك أهمية تحديث نظام التعليم العالي والبحث العلمي وتحسين أدائه. وتركز هذه الرؤية الاستراتيجية على التكامل الديناميكي للتكنولوجيات الرقمية بهدف خلق بيئة مبتكرة وملائمة للتنمية والتقدم.

إنّ إنشاء مخطط توجيهي للرقمنة يعد خطوة أساسية في تخطيط المستقبل الرقمي للمؤسسات الجامعية في الجزائر. ويعتمد هذا المخطط الاستراتيجي، الذي يستند إلى رؤية القطاع، على تحديد أهداف واضحة ويُعرّف المشاريع التي يجب تنفيذها خلال فترة زمنية محدّدة وفقًا للقدرات والإمكانات الخاصة بكل مؤسسة. سيسهم هذا النهج في الانتقال التدريجي إلى ممارسات تعليمية وبحثية أكثر توافقًا مع متطلبات العصر الرقمي المعاصر.

لضمان نجاح هذا التحول، من الضروري الاستثمار في تدريب وتطوير الكفاءات المهنية للأساتذة، وتسهيل ولوج الطلاب إلى التكنولوجيات الرقمية، وخلق بيئة مواتية للابتكار والتعاون. علاوة على ذلك، من الضروري إجراء تقييم مستمر للتقدم المحرز في تنفيذ المخطط التوجيهي للرقمنة لضبط الاستراتيجيات والمبادرات وفقًا للاحتياجات المتطورة للتعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر.